ولدت من جديد” هكذا يلخص زيد الذي أدمن المخدرات 8 سنوات رحلته مع العلاج، ويقول زيد 26 عاما إنه عزم على العلاج بعد أن ساءت أحواله النفسية، وانه أدمن تعاطي الحبوب المخدرة والكحول منذ كان طالبا في الثانوية العامة نتيجة ظروف عائلية صعبة مر بها.
ويردف قائلا أنه لا يوجد يوم واحد لم يفكر فيه بالعلاج، وجراء الدعم الأسري له نجح زيد في الإقلاع التام عن المخدرات والكحول بعد سنوات من المعاناة على حد وصفه.
يسرق ذهب أمه من أجل الهيروين
القصة الأصعب كانت مع عصام، فالرجل الذي يبلغ من العمر 44 عاما قضى نصف سني حياته مدمنا على مادة الهيروين التي تعرف عليها عندما كان طالبا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي المادة الأشد فتكا والأكثر خطورة بين سائر أنواع المخدرات وفقا لتأكيد الرائد مازن المقابلة.
ويقول عصام إن الإدمان دمره وحوله إلى شخص انتهازي حتى أنه أقدم على سرقة ذهب والدته لست مرات متتالية من اجل توفير ثمن مادة الهيروين باهظة الثمن، ويضيف عصام أنه شهد موت 50 شابا من رفاقه بالإدمان نتيجة الجرعة الزائدة، وانه هو نفسه نجى من الموت بعد تعاطيه لمرتين جرعتين فوق احتماله ليدخل في غيبوبة استمرت 8 ساعات وهو يصارع الموت، ولكن الله كتب له النجاة ليقلع عن المخدرات على حد قوله.
وما تزال سنين الإدمان تحفر ذكراها على يد عصام، إذ أن مكان الحقن في يده اليسرى ما يزال واضحا رغم إقلاعه عن التعاطي منذ ثلاثة سنوات، ويتحسر عصام على اللحظات التي قضاها مدمنا، ويلفت إلى انه نجح في الإقلاع بعدما سئم من حياته ومن خلال تعاون ضباط المركز إضافة غلى دعم عائلته له نجح في التعافي.
ويقول عصام إنه الآن شخص ناجح في عمله واستطاع مؤخرا خطبة فتاة، وأن الفرصة متاحة أمام كل مدمن أن يقدم ويترك السموم التي تعاطها ويتذوق طعم الحرية الحقيقي في حياة سوية بحسب كلامه.
إدمان بسن لـ15 عاما
حسام 23 عاما لبناني الجنسية، بدأ رحلته مع الإدمان في سن 15 سنة ويقول أن رقابة ذويه كانت ضعيفة عليه، وهو الأمر الذي مكنه من الغياب عن البيت لأوقات طويلة.
حسام بدا إدمانه بمادة الحشيش ويقول إن هذه المادة يستخف بها الكثير من الشباب معتقدين أنها مادة عادية لا تقود إلى إدمان مواد اخطر، وهو الأمر الذي ينفيه حسام، ويقول إن تعاطي أية مادة من أنواع المخدرات ستقود إلى نهاية لا تحمد عقباها.
ويستشهد حسام بتجربته حيث بدأ بالحشيش ليصل إلى الكوكايين ثم إلى المادة الأخطر وهي الهيروين التي يقود إدمانها في أوقات كثيرة إلى الموت.
ولا يبتعد حسام كثيرا عن المصاعب والمشاكل التي يقع بها المدمن، فالسجن كان إحدى المحطات الكئيبة التي يلاقيها المدمن.
حسام يقول انه خضع للعلاج في سن 18 عاما ونجح بالتعافي لمدة عام كمال إلا أنه عاود الكرة من جديد مع مادة الهيروين لثلاثة سنوات لاحقة ليقرر أخيرا السفر إلى الأردن والدخول في برنامج العلاج بالمركز، ولينجح بالإقلاع عن المادة المخدرة منذ ثلاثة أشهر.