الأربعاء، 1 فبراير 2012

مدحت عاطف هل يجوز المحاورة مع الجــان ؟

هل يجوز المحاورة مع الجــان ؟


يقوم كثير من المعالجين بالتحاور مع الجان على لسان
المريض وسؤاله عن سبب دخوله ؟ وهل أتى بسحر ؟ ومن
الذى فعل السحر ؟
والجن بلا شك يجيب. ويسمعُ الكلامََ من حول المريض من الأهل وغيرهم، بل ويعتقدون صحَّةَ ما
يُقال على لسان المريض من الجن.
والسؤالُ الذي يطرح نفسه الآن ... هل هذا يجوز من الناحية الشرعية ؟؟؟
والإجابة على هذا السؤال للمعالـِجين والمرضى: أنه لا يجوز
يقول الدكتور/ سعيد عبد العظيم في كتابه " الرقية النافعة من الأمراض الشائعة
" وقد
وقف حفظه الله موقف العداء وتنصَّبَ القول بأنه لا تجوز المحاورة مع الجان من قبل المعالجين
واستدل حفظه الله بكلام الشيخ/ مدحت عاطف في كتابه "
الدليل والبرهان على بطلان أعراض المس
ومحاورة الجان ما نصه: (

يقول الشيخ/ مدحت عاطف في كتابه
صـ 44 تحت عنوان
مفاسد المحاورات الجدلية مع الجني المعتدي ولا يخفى على كل ذي لُبِّ وضمير
يقظ أن تلك المحاورات أورثت مساويء ومفاسد توجب غلق بابها , حتى وإن كانت شرعية ,
وذلك درءاً للمفاسد وسداً لذرائع الشر الذي ترتب على انتشار محاورات الجن في الكتب
وشرائط الكاسيت
وإليكم معاشر الكُتـَّاب والمعالِـجين المساويء التي أدت إليها محاوراتكم مع الجن:




  • المفسدة الأولى :
    التمثيل
    ولاغرابة في ذلك , إذ أن مشاكل الحياة المعقدة والتي عجز الكثير عن حلها
    والتصدي لها , ولم يجدوا لها منفذاً ولا مخرجاً إلا الفرار والهروب من واقعها
    الأليم , فيلوذوا بما سمعوا أو قرأوا عن المحاورات , فحفظوا عن الجن والمعالِج
    الأسئلة والأجوبة . فلا يجدوا ملجأ , ولا يروا منجى لخروجهم من واقع حياتهم
    العصيب إلا كذبهم واعتدائهم علي عالم الجن , وتمثيلهم بأن الذي حول مسار حياتهم
    وبدَّد أحلامهم هو الجن.
    وسرعان مايذهبون إلى أحد المعالجين , فيقرأ عليهم , فيلعب صاحب المشكلة دور
    الجني , متجنياً علي الجن , والمعالِج يسأل والممثل يجيب , وهلُمَّ جراً من تهريج
    وعبث وضياع للوقت والحق.

  • المفسدة الثانية :
    الهلع والخوف والقلق
    قد تنعقد جلسة جدلية في بيت من بيوت المسلمين أمام أسرة فيها الصغير والكبير ..
    رقيق القلب ضعيف الفهم .. فيتناول المعالِج أطراف الجدال مع الجن , ويُسهب
    المعالج في أسئلته , ويكثر الجن من الكذب والإختلاق .
    وعلى سبيل المثال لا الحصر , فالحصر يُدمي:
    يسأل المعالج : من أي نوع تكون ؟
    فيجيب الجني : أنا ملك الجن الأحمر !!
    وتنتهي الحلقة التهريجية بانصراف المعالِج دون علاج , ويبقي الجني قابعاً في
    بدن المعالَج .
    فبالله ... كيف تنام أسرة ؟ بل كيف ينام فيها الصغير الذي شاهد وعاين المجادلة
    المأساوية , وعلمَ أن ملك الجن الأحمر مازال رابضاً في بدن أخيه أو أخته أو أمه
    أو أبيه .
    أيها المهوِّلون :
    ملك الجن الأحمر (1)!!
    أيُّ راحة .. أيُّ سكينة .. أيُّ هدوء .. أيُّ نوم يجرأ على مداعبة
    الجفون أو العيون !!
    أظن أن النوم نفسَه سيخشى على نفسه من دخول هذا البيت خوفاً من ملك الجن الأحمر
    , فما بالنا بأهل هذا البيت!! ولله المشتكى.

  • المفسدة الثالثة
    : التهويل
    وذلك مع انتشار تلك المحاورات والتي صور هؤلاء الكتَّاب والمعالجون الجنَّ
    للناس على أنه مسٌ وسحر , وكأن الجن ما خُلقوا إلاَّ من أجل وظيفة واحدة وعمل
    واحد لا ثاني له , ألا وهو : السحر والمس , والإضرار بالناس .

  • المفسدة الرابعة :
    الفتنة والوقيعة بين الناس

    وتلك المفسدة العظيمة التي قد يصل فيها الأمر إلى القتل وقطيعة الرحم نتاج
    الشحناء والبغضاء والخصام , وذلك عندما يسأل المعالج الهمام الجني قائلاً : من
    صنع هذا السحر بالإنسية الممسوسة ؟ فتكون الإجابة على جناح السرعة -
    وكأنها الفرصة التي أتاحها المعالج بجهله للجني - فلان ابن فلان
    (2)
    وبسرعة البرق يبحث الجميع عن فلان المسكين وكأن الحكم قد نزل
    من السماء وقد يكون فلان هذا أخا المريض , أو أختها أو عمها أو عمتها , أو
    خالها أو خالتها , أو جارها , فيقع المحظور من خلافات ومشاحنات ومقاطعات
    للأرحام .
    انظروا كيف مزقوا وشائج الرحمة .. انظروا كيف دمروا أواصر الألفة .. كيف ضربوا
    الأمان .. كيف ضربوا السكينة والوئام . فإلى أيِّ مدى أشعلت محاوراتكم الموؤدة
    الميتة جذور الفتنة ونار الفرقة بين الناس .. فتن كقطع الليل المظلم جرَّتنا
    إليها محاوراتكم ! والله المستعان .

  • المفسدة الخامسة :
    اضمحلال الصورة التخصصية في علم الجن
    فأصبح كل من هبَّ ودَبَّ وقرأ كتاباً عن الجن، أو حفظ محاورةً مع الجن، يظن في
    نفسه القدرة على علاج المس، وسرعان ما يُعلن عن نفسه وقدرته .
    ومما يزيد الطين بَلَّة قيام هذا المُعالِج بتأليف كتاب عن المحاورات التي دارت
    بينه وبين الجن .. الأمر الذي أدَّى إلى انتشار هذا المرض انتشاراً عجيباً
    مُذهلاً ومُريباً .

  • المفسدة السادسة :
    العُجب الذي قد يلحقُ المُعَالِج
    فقد يُصاب المُعَالِج بداء العجبِ من جرَّاءِ مكرِ الجنِ.
    وعلى سبيل المثال كتب أحد المعالجين تحت عُنوان : ( جني
    يريد أن يدخل في الشيخ ) .
    - أَتخرُج ؟
    قال : ( أي الجني ) : نعم أَخرج ولكن بشرط .
    قال : ماهو الشرط ؟
    قال : أخرج منها وأدخل فيك أنت !!
    قال الشخ : لا بأس أُخرج منها وادخل فيَّ إن استطعت .
    فانتظر قليلاً (3) ثم بكى .
    فقال الشيخ : مايبكيك ؟
    قال : أنت قلت أذكار الصباح اليوم (4) , لا أستطيع أن
    أدخل فيك . أهـ
    ولايخفى علينا ما ينطوي عليه خُبث ُومكر الجني , في استدراج المعالج والزّج به
    في غياهب آفات القلوب ومحبطات الأعمال , من رياء ونفاق وكِبر , والعياذ بالله).



______________________________________
(1) تنبيه : ليس هناك جن أحمر أو أصفر , ولكن أنواع
الجن , كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم : " الجن ثلاثة أصناف : صنف لهم أجنحة
يطيرون في الهواء , وصنف حيات وعقارب , وصنف يحلون ويظعنون " ( صحيح الجامع 85/3 )
(2) لايخفى علينا تلك الثغرة التي مكّنوا بها الجني المعتدي من الأسرة
المعتدى عليها فوق اعتدائه , وهي الكذب الذي يراه الجني فرصه يقتنصها من الأسرة
بأسرها.
(3) يريد الشيخ أن يُشعر القاريء بأن الجني قد حاول الدخول فيه فلم يستطع ,
فانتبه.!
(4) أسأل الشيخ هنا سؤالاً : كيف علم الجني أنك قلت أذكار الصباح مع كونه هددك أولا
بالدخول فيك , وهذا يدل على عدم علمه ؟!!


هناك تعليق واحد: